نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جيل اليوم و«ضعف المناعة», اليوم الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 10:14 مساءً
تمثل مسألة ضعف المناعة لدى جيل اليوم بمختلف أعمارهم واحدة من أبرز التحديات الصحية، فالوعي الصحي بأهمية المناعة وفهم دورها في حماية الجسم يعتبر من أهم الخطوات في الوقاية من الأمراض ومواجهتها والتعزيز الصحي، فالكثيرون قد لا يدركون دور المناعة ومهامها داخل منظومة الجسد، وعلى هؤلاء أن يعرفوا تماما دور المناعة حتى يزداد اهتمامهم بالطرق الصحية والطبيعية التي تمهد إلى تقويتها وتعزز مهامها.
لا شك أن المناعة هي الجهاز الدفاعي الطبيعي في جسم الإنسان، ومهمتها التصدي للجراثيم والفيروسات والطفيليات والبكتيريا المسببة للأمراض، بالإضافة إلى دورها في ترميم الأنسجة ومساعدة الجسم على التعافي من الإصابات، إذ تحمي المناعة الأطفال وتمنحهم القدرة على النمو والعيش بصحة جيدة بعيدا عن التهديدات المرضية، فضعف المناعة لا يرتبط بفئة عمرية واحدة، بل يمكن أن يصيب الأطفال بمختلف مراحل نموهم، وغالبا ما يظهر في صورة إصابات متكررة بالزكام أو الالتهابات، وهو ما يثير قلق الأسر ويدفعهم للبحث عن الأسباب والعلاجات.
وتتمثل أبرز مهام المناعة في أنها تشكل خط الدفاع الأول ضد الأمراض، وتميز بين الخلايا السليمة والمواد الغريبة، وتحتفظ بذاكرة مناعية، مما يمكن الجسم من التصدي بسرعة أكبر عند مواجهة الميكروب نفسه مرة أخرى، وهناك أنواع للمناعة وهي المناعة الطبيعية «الولادية»، إذ يعتبر حليب الأم الركيزة الأساسية لصحة الطفل في أيامه الأولى، فهو ليس مجرد غذاء متكامل يوفر الفيتامينات والمعادن الضرورية للنمو، بل هو في الحقيقة منظومة مناعية طبيعية تمنح الرضيع حماية فورية وتسهم في بناء جهاز مناعته على المدى الطويل.
وهناك المناعة المكتسبة أي «المكتسبة مع الزمن» والتي تتطور بعد التعرض للعدوى أو من خلال التطعيم، فالمناعة تعتمد على الأجسام المضادة وخلايا الدم البيضاء التي تتذكر الميكروب عند عودته.
والواقع أن هناك أسبابا متعددة لضعف المناعة التي قد يشكو منها بعض الأطفال:
عوامل وراثية تجعل بعض الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، وسوء التغذية الناتج عن افتقار النظام الغذائي للعناصر الضرورية مثل الفيتامينات والمعادن وغيرها، وقلة النوم أو عدم انتظام ساعات النوم والسهر كثيرا، والتعرض المفرط للتلوث البيئي والدخان، والإصابة المتكررة بالالتهابات، والضغوط النفسية أو التوتر الذي قد ينعكس سلبا على مناعة الأطفال.
كما قد يشكل النظام الغذائي غير الصحي دورا في ضعف المناعة، فالاعتماد على الوجبات السريعة كأسلوب غذائي يومي يضعف جهاز المناعة تدريجيا، والإفراط في تناول أطعمة الفاست فوود يؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة، وكلاهما يرتبط بضعف الاستجابة المناعية وزيادة خطر الإصابة بالالتهابات والأمراض المزمنة، لذلك من الأفضل جعلها وجبة استثنائية يتم تناولها في أضيق الحدود، والحرص على اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على الخضراوات والفواكه الطازجة، والبروتينات الصحية للحفاظ على مناعة قوية وصحة أفضل.
ولتعزيز مناعة الأطفال يجب الالتزام بالأسس الصحية السليمة وهي: اتباع نظام غذائي متوازن غني بالعناصر الصحية، ضرورة حصول الأطفال على ساعات كافية من النوم المنتظم يساهم في تجديد نشاط جهاز المناعة، وممارسة الأنشطة البدنية المناسبة لأعمارهم فذلك يدعم صحة الجسم بشكل عام، والالتزام بجدول التطعيمات الأساسية للأطفال لكونها توفر حماية وقائية من أمراض خطيرة، فالمناعة القوية هي استثمار طويل الأمد في صحة الأطفال، وهنا يجب على الآباء والأمهات الاهتمام بجميع الجوانب الصحية والجسدية والنفسية لأطفالهم، والعمل على تهيئة بيئة صحية آمنة تدعمهم في مراحل نموهم المختلفة.
الخلاصة: تقوية مناعة الأطفال هي عملية شاملة تعتمد على عدة عوامل أهمها الغذاء الصحي السليم، التمتع بالنوم الصحي وجودته بمراعاة عدد ساعات النوم المطلوبة وتجنب السهر، وممارسة أي نوع من النشاط البدني يوميا ولمدة نصف ساعة على الأقل، الحرص على التطعيمات الخاصة بالأطفال، الاهتمام بالنظافة العامة، التعرض للشمس، فجميعها تعمل على تكوين حصن منيع يحمي الأطفال من الأمراض ويعزز نموهم بشكل صحي ومتوازن، وبجانب كل ما سبق فإنه لا يمكن إغفال الجانب النفسي، فالطفل الذي ينشأ في بيئة مليئة بالحب والاهتمام والدعم النفسي يكون أقل عرضة للتوتر والقلق، مما ينعكس إيجابا على صحته العامة وقوة جهازه المناعي.
0 تعليق