وقال الرئيس اللبناني جوزيف عون، خلال مراسم التوقيع بحضور نظيره القبرصي نيكوس خريستودوليدس، إن الاتفاقية تمثل "فرصة لتطوير العلاقات الثنائية في مجالات الطاقة والسياحة والأمن"، مؤكداً أن هذا التعاون "لا يستهدف أي طرف ولا يستثني أحداً، بل يشكل لبنة أولى في جسر تعاون دولي يطمح لبنان لتمدده في المنطقة بأكملها".

وأضاف عون: "ندعو للتخلي عن لغة العنف وسياسات الهيمنة والأطماع التي كلفت منطقتنا أثماناً باهظة"، مشدداً على أن الاتفاقية تمهد الطريق لإبرام اتفاقات ثنائية مع الشركات المستكشفة، وتنفيذ مشاريع مشتركة في مجالات الطاقة، الطاقة المتجددة، الاتصالات، النقل، والسياحة، إلى جانب التعاون الأمني والدفاعي، بما يشمل إنشاء "مركز البحث والإنقاذ" المشترك بين وزارتي الدفاع في البلدين.

من جانبه، وصف الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس الاتفاقية بالتاريخية، مشيراً إلى أنها "تمثل رسالة سياسية قوية بشأن التعاون الإقليمي والاستقرار"، وأنها توفر "الغطاء القانوني للمستثمرين المحتملين في مشاريع الطاقة". وأكد أن توقيع الاتفاقية أنهى ملفاً ظل عالقا لعدة سنوات ويفتح آفاقاً جديدة للفرص المشتركة.

ويأتي توقيع الاتفاق بعد أن كان لبنان قد وقع اتفاقاً مبدئياً مع قبرص عام 2007، لكنه لم يقر في البرلمان بسبب خلافات حول مساحة المنطقة البحرية، كما جاء عقب اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ويشير خبراء إلى أن لبنان لا يستطيع تحديد كامل حدوده البحرية مع قبرص دون التفاهم مع سوريا حول رقعتين في المنطقة الاقتصادية الخالصة.

وأكد عون أن لبنان يتطلع إلى تعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي، مستفيداً من رئاسة قبرص للاتحاد مطلع العام المقبل لتسريع آليات التفاعل المشترك، معتبراً الاتفاق خطوة أولى نحو سلسلة اتفاقيات تعاون مستقبلية بين البلدين.