تستمر حوادث اختراق الطائرات في تعكير أجواء اوروبا الشرقية والشمالية، فيما طالب حلف شمال الاطلسي «الناتو» روسيا بالتوقف عن الانتهاكات التصعيدية في خاصرته الشرقية.
وقالت بلدان الحلف الـ 32 في بيان إن «روسيا تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الأفعال التصعيدية التي تحمل خطر وقوع أي حدث غير محسوب وتعرض الأرواح للخطر. عليها أن تتوقف».
ونددت السلطات الدنماركية بما وصفته «الهجوم الأخطر» على البنى التحتية للبلاد بعدما حلقت مسيرات مجهولة المصدر فوق مطار كوبنهاغن، ما أدى إلى تعطل حركة الملاحة الجوية لمدة أربع ساعات أمس الأول.
واستؤنفت الرحلات الجوية أمس من مطاري كوبنهاغن وأوسلو بعد ليلة من الفوضى الناجمة عن تحليق طائرات مسيرة في محيطهما، فيما قالت الشرطة الدنماركية إنها تتعامل مع جهة لديها «إمكانيات».
وقالت رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن أمس إن المسيرات التي تسببت بإغلاق مطار كوبنهاغن في بيان «ما شهدناه كان الهجوم الأخطر على البنى التحتية الدنماركية الحيوية حتى اللحظة»، مشيرة إلى أن الهجوم يتوافق مع الاتجاه الذي ظهر أخيرا «لهجمات أخرى بالمسيرات وعمليات خرق المجال الجوي وهجمات القرصنة التي تستهدف المطارات الأوروبية».
وقال قائد شرطة كوبنهاغن ينس يسبرسن في مؤتمر صحافي إن الجهة المنفذة «لديها إمكانيات وإرادة وأدوات».
وأضاف «عدد المسيرات وحجمها ومساراتها والوقت الذي أمضته فوق المطار. كل ذلك يشير إلى أن من قام بذلك جهة فاعلة لديها القدرات. من هي؟ لا أعلم».
ودان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على منصة إكس انتهاك روسيا المجال الجوي الدنماركي. لكن الشرطة كانت أكثر حذرا، دون استبعاد أي احتمال. وقال يسبرسن «إنها جهة تملك الأدوات اللازمة للفت الانتباه». ونشرت قوات الشرطة بكثافة في المطار لأغراض التحقيق مدعومة بالجيش الدنماركي وجهاز الاستخبارات.
من جهتها، اتهمت حكومة النرويج روسيا بانتهاك مجالها الجوي ثلاث مرات هذا العام، في حوادث وصفتها أوسلو بأنها «غير مقبولة».
وذكرت أن مقاتلة روسية من طراز «إس يو-24» انتهكت المجال الجوي للنروج لمدة أربع دقائق يوم 25 أبريل تلتها طائرة نقل من طراز «إلـ410 تربوليت» بقيت ثلاث دقائق يوم 24 يوليو.
ومؤخرا، مكثت مقاتلة من طراز «إس يو-33» يوم 18 اغسطس دقيقة واحدة في المجال الجوي النرويجي.
وقال رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستور في بيان «انتهكت روسيا المجال الجوي النرويجي ثلاث مرات هذا الربيع وهذا الصيف». وأضاف «لا يمكننا الجزم ما إذا كان ذلك عن عمد أم خطأ ملاحيا، لكن مهما كان السبب، فهو أمر غير مقبول، وقد أوضحنا ذلك للسلطات الروسية».
وتابع أن «الأحداث التي وقعت في النرويج أصغر نطاقا من الانتهاكات ضد إستونيا وپولندا ورومانيا، سواء لجهة الموقع أو المدة.. ومع ذلك، نأخذ هذه الأحداث على محمل الجد بشكل كبير».
في المقابل، نفت روسيا أي صلة لها بالحوادث، وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين «نسمع اتهامات لا أساس لها من هناك كل مرة، لعله يتعين على طرف يتولى منصبا جديا ومسؤولا ألا يوجه اتهامات من هذا القبيل لا أساس لها بين مرة وأخرى».
من جهته، طالب وزير الدفاع السويدي بال يونسون أوروبا بتعزيز قدراتها الدفاعية وأن تكون «مستعدة» لأي صراع عسكري محتمل في المستقبل.
جاء ذلك في حلقة نقاشية استضافتها مؤسسة (كونراد آدناور) الألمانية في برلين قبل اجتماع يونسون مع نظيره الألماني بوريس بستوريوس لبحث التعاون العسكري بين بلديهما و«التهديدات الروسية» على خلفية الحرب الأوكرانية. وذكر يونسون أن هذه التهديدات تتطلب من أوروبا الانتقال من «عقلية السلام» إلى «عقلية الاستعداد للحرب»، مشيرا إلى القدرات العسكرية الروسية المتزايدة بالقول إن موسكو تحرز «تقدما كبيرا» وتزيد قوتها العسكرية «الفتاكة».
0 تعليق