القاهرة ـ هناء السيد
قال د.نظير عياد، مفتي الجمهورية، خلال فعاليات مؤتمر «معا لمواجهة خطاب الكراهية»، أمس، بمشاركة كل من دار الإفتاء المصرية، والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، ومركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار (كايسيد)، إن المؤتمر يمثل لحظة إنسانية فارقة تتزايد فيها الحاجة إلى الخطاب الرشيد القادر على تهدئة النفوس وجمع الكلمة وبناء مساحات آمنة للتفاهم بين بني الإنسان في عالم تتصارع فيه الأزمات وتتزايد فيه آثار التطرف.
وأضاف المفتي، مخاطبا الحضور من قيادات دينية وإعلامية وأكاديمية ومجتمع مدني: «وجودنا معا في هذا اليوم ليس حدثا عابرا أو مجرد نقاط بروتوكولية، بل رسالة أمل صادقة تؤكد أن ما يجمع البشر أعمق وأبقى مما قد يفرقهم، وأن القيم الكبرى التي قامت عليها الرسالات السماوية أساس للتفاهم بين البشر».
وأوضح الدكتور نظير عياد أن الخطاب الديني اليوم يواجه تحديات كبيرة، حيث تتصارع قراءات مختلفة للنصوص، فمن جهة يوظف الدين بشكل انتقائي ليبرر العنف أو الصراع، ومن جهة أخرى يتم التعامل مع التراث الديني انتقائيا، ما يؤدي إلى تحريف مقاصد الدين الأصيلة وتحويله من رسالة للبناء والحضارة إلى أداة للعنف أو التطرف.
وأكد المفتي على أهمية دعم مؤسسات الدولة لإحياء قنوات التواصل الإنساني بين اتباع الأديان والثقافات، وتعزيز ثقافة التسامح واحترام الآخرين، والتعامل مع التطرف الديني واللاديني باعتباره تحديا مركبا لا يمكن مواجهته بالحلول الأمنية أو المبادرات المعزولة، بل من خلال التعاون بين الدولة والمؤسسات الدينية والإعلامية والأكاديمية لإيجاد معالجة متكاملة.
وأشار إلى ضرورة الوساطة بالحجة والبرهان، واستثمار وسائل التواصل الرقمي بشكل رشيد، وترسيخ مبادئ الكرامة الإنسانية وحق الإنسان في الاعتقاد والعبادة دون خوف أو إقصاء، بما يضمن رحمة الأديان وقدرتها على قيادة البشرية نحو البناء الحضاري والسلام.
وختم الدكتور نظير عياد كلمته قائلا: «عالمنا اليوم في أمس الحاجة إلى خطاب يجمع بين بني الإنسان جميعا، ومسؤوليتنا المشتركة تفرض علينا أن نكون شركاء في حماية الإنسان والإنسانية».














0 تعليق