العبث الإداري..!

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العبث الإداري..!, اليوم الخميس 10 يوليو 2025 03:48 صباحاً


قرات عبارة لأحد المضافين في حسابي على منصة لينكد إن يقول «إن الموظف لا يفر من ضغط العمل وكثرة المهام..! بل من العبث الإداري..» في البداية كانت تدور في رأسي عدة تساؤلات، فما المقصود بالعبث الإداري الذي ذكره، وبنظرة سريعة فيما مر بي خلال عملي في السنوات الماضية أدركت أن العبارة صحيحة مئة بالمئة، وأن العبث الإداري له عدة أشكال وأنواع تجعل من بيئة العمل أمرا غير مرغوب فيه، وهو منوط بنوعية الموظف وتفضيلاته، ففي أحد الأيام أذكر إحدى الموظفات اللاتي كن تحت إشرافي كانت منزعجة من عدم انضباط الزميلات في الحضور والانصراف وأشارت بقولها «الانضباط في ساعات الدوام مؤشر على نوعية الموظف هل هو مسؤول أم مستهتر..» ربما تكون وجهة نظرها صحيحة لبعض الموظفين الذين لا يدركون حجم مسؤولية العمل، وقد ذكرتها لأنها تعلم مقدار إيماني بنظام الساعة المرنة وأنني أطبقه في إدارتي ولمست نتائج إيجابية فيه، إلا أنها تعتقد أنني مخطئة فيه.

وآخر كان ينظر إلى مديره على أنه غير مسؤول، والسبب كثرة التفويض الذي يمارسه مع مرؤوسيه، الأمر الذي جعل الجميع يتحرك بأريحيه فسرها زميلنا على أنها فوضى وعدم مسؤولية.

إذن العبث الإداري ليس قاعدة ثابتة بل قد يكون عبارة مطاطية كما يقول صديقنا زعيم الفكر الناقد عبدالرحمن مرشود، حيث يؤكد على وجوب عدم استخدام العبارات المطاطية التي تحتمل أكثر من تفسير، وبما أنها تحتمل أكثر من تفسير فهي من منظوري يندرج تحتها كل أساليب الإهدار سواء كان على المستوى المادي أو المعنوي.. لأن الهدر لا يُقاس فقط بالخسائر المالية، بل أحيانا تفقد الشركة ما هو أثمن كالثقة، والمعرفة، والفرص المستقبلية، ومن الأمثلة على تلك الموارد المهدرة على المستوى المادي: (سوء إدارة الميزانية، تعطل الأصول، ضعف إدارة المخزون، هدر الوقت والجهد، اختيار تقنيات غير مناسبة، الاستنزاف البشري..) وعلى المستوى المعنوي: (ضعف القيادة، فقدان الثقافة التنظيمية، التخلي عن العلاقات الاستراتيجية، عدم توثيق المعرفة، عدم الاستثمار في تطوير العلامة التجارية، الاستجابة السلبية للأزمات..).

ولعل هناك ترابطا بين بعض هذه النقاط ببعضها مما يجعل العبث الإداري فيها مشكلة تراكمية تنتج عن أكثر من سبب، يؤدي إلى دوافع متعددة لترك العمل.. إذا ما تنبهت الشركة لوجود هذا الخلل أو كانت في حالة إنكار للواقع قد تصل إلى مشكلة فقدان الكفاءات إلى الشركات المنافسة، وبالتالي ضعف مكانتها في السوق ويجعل فرصة للمنافسين في الاستحواذ على عملائها بسهولة.

قد تعيش معظم الشركات أزمة الإنكار هذه إن لم يكن من ضمن الكادر الوظيفي الموجود فيها أشخاص أصحاب عقول تخطيطية وتطويرية، دور هذه العقول فهم السوق جيدا وإدراك مخاطر الاستمرار على الآلية نفسها دون التعرض للإفلاس أو الخروج من السوق من باب القناعة بمبدأ الكسب الجيد الحالي الذي يتم تحقيقه للعملاء الدائمين الموجودين منذ القدم، دون النظر إلى أن هذا الكسب معّرض للتناقص في ظل التقدم الاقتصادي السريع جدا.

eman_bajunaid@

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق