نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
وطن الأمجاد: عزنا بطبعنا, اليوم الاثنين 22 سبتمبر 2025 07:48 مساءً
في اليوم الوطني الخامس والتسعين، نقف وقفة اعتزاز وفخر على أرض صنعت التاريخ وصاغت الهوية. نرفع رؤوسنا عاليا بأننا أبناء وطن لم يتنازل يوما عن أصالته. المملكة العربية السعودية ليست مجرد حدود جغرافية، بل قلب نابض بالعزة، وسيرة ممتدة من الأمجاد بدأت مع الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - الذي وحّد الكيان وغرس في ترابه بذور الهوية الراسخة، فأنبتت وطنا صلبا لا تهزه الرياح. وها نحن اليوم نعيش استمرار تلك المسيرة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبخطى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عراب الرؤية وصانع الغد، الذي أكد أن الهوية السعودية هي بوابة النهضة، وأن الأصالة لا تعيق الطموح بل تفتح له الآفاق.
منذ نشأة هذا الوطن، كان للإنسان السعودي بصمته الفريدة في تكوين هويته؛ هوية خرجت من طباع نقية لا تستعار ولا تصطنع. من الكرم الذي يفيض في فناجين القهوة، إلى الشهامة التي تتجلى في الفزعة وقت الشدائد، إلى الوفاء الذي يزداد رسوخا مع الأيام. هذه ليست صفات عابرة، بل ميراث متجذر، تتناقله الأجيال كما يتناقلون الدعاء الصادق والانتماء الأصيل.
لقد عبرت المملكة تحولات كبرى، ومع كل تحول كان الثبات هو العنوان. لم تزعزعها العواصف، لأن هويتها كانت حصنا منيعا؛ ولأن أبناءها تعلموا أن العز ليس قناعا يرتدى، بل طبع يولدون به ويعيشون عليه ويورثونه لمن بعدهم. ومع القيادة الحكيمة، ازداد هذا العز رسوخا، وصارت السعودية أنموذجا عالميا يجمع بين أصالة الماضي وقوة الحاضر ورؤية المستقبل.
وإذا كان الوطن قد صنع الأمجاد ورسخ الهوية، فإن واجبنا نحن - أبناء هذا الوطن - أن نقوم بدورنا كل في موقعه: أب يربي أبناءه على القيم، ومعلم يزرع الاعتزاز في نفوس طلابه، ومسؤول يضخ الهوية بما يتناسب مع العصر. فالقيم لا تبقى حية إلا إذا غذيت باستمرار، والهوية لا تبقى صلبة إلا إذا حملناها كأمانة في كل موقف، نغرسها ونقوي بها روح المواطنة في الأجيال القادمة.
اليوم الوطني إذن ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو درس عميق للأجيال: أن يعرفوا أن هويتهم هي الكنز الأكبر، وأن الأصالة ليست قيدا على التقدم بل جناح يحمله إلى الغد. فالوطن لا يصان بالشعارات، بل يحفظ بزرع القيم في النفوس لتتحول إلى سلوك يومي متين. وهكذا نحفظ أمجادنا، وهكذا نؤكد أن «عزنا بطبعنا» ليس مجرد كلمات، بل حقيقة تعيش في كل سعودي، وجوهر يضيء حاضرنا ويصنع مستقبلنا .
0 تعليق