نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دروز سوريا مرة أخرى!!, اليوم الاثنين 21 يوليو 2025 07:32 صباحاً
بعض التراث الدرزي، مثل رقصة «الجوفية» وموسيقى الرباب، له أصول بدوية.
كانت هناك علاقات قرابة وقواسم فعلية كثيرة في المجتمع، مثل شراكات الخيول والهدايا بين العائلات الكبيرة من الطرفين.
الخلافات ظهرت بين الحين والآخر بسبب الاختلاف في نمط المعيشة: الدروز يعتمدون على الزراعة والثبات، بينما البدو يعتمدون على الرعي والتنقل، أدى إلى نزاعات حول الأراضي والمياه.
أبرز النزاعات شهدتها المنطقة في عام 2000 بعد مقتل مزارع درزي، وفي 2018 بعد هجمات تنظيم الدولة، حيث تبادل المجتمع شعور الشك وعدم الثقة بين الطرفين.
بدأت المواجهات في 13 يوليو 2025 بعد اعتداءات وعمليات احتجاز متبادلة: مسلحون من الدروز هاجموا حي المقوس (شرق السويداء) لتحرير دروز احتجزهم البدو، ردا على احتجاز بدو لدروز بعد حادث سرقة سيارة.
التصعيد المتبادل أدى إلى قتال في مناطق متعددة، وسقط 21 قتيلا على الأقل من الطرفين خلال الأيام الأولى، بينهم أطفال وجماعات مدنية.
انسحاب قوات الحكومة السورية من بعض المناطق السريعة، مما فتح المجال لهيمنة قوات مسلحة عشائرية بدوية، بينما سيطرت مجموعات درزية مسلحة على مناطق غربية في السويداء ما دفع شيوخ العقل لطلب قوات من دمشق لفض النزاع.
من ثم بدأت الدروز في شن هجمات انتقامية واسعة، أسفرت عن مجازر مدنية وعمليات تنفيذ ميداني بحق العشائر، وتسببت في نزوح جماعي لعشرات آلاف من البدو وتدمير منازلهم، كما أدت لعشرات المختطفين.
إسرائيل تدخل الصراع بقصف مواقع حكومية في دمشق والسويداء، بحجة حماية الأقلية الدرزية، ما فجر أزمة إقليمية وأعطاها بعدا جديدا.
الولايات المتحدة ووسطاء إقليميون (تركيا والأردن) عملوا على التوصل لهدنة ومبادرات دعم الأمن في المنطقة، لكن تكرار الخروقات أظهر هشاشة الاتفاقات الأمنية.
مئات القتلى من الدروز والعشائر والجنود، وتقديرات تتراوح بين 300–600 قتيل خلال أيام المواجهة، ونزوح ما يقارب 80,000 شخص، خصوصا من العشائر البدوية المتضررة.
القيادة الروحية الدرزية دعت إلى التعاون مع الدولة وتسليم السلاح لضبط الموقف، وحذَّرت من أي استخدام لفكر طائفي يعمق الشرخ الاجتماعي.
الشيخ حكمت الهجري، الذي تولى رئاسة الطائفة الدرزية عام 2012 بعد وفاة شقيقه، أصبح رمزا لخط تصعيدي داخل الطائفة الدرزية، يرفض التعايش مع الحكومة الجديدة ويسعى لحماية الطائفة عبر شبكات محلية وربما دعم خارجي. الشيخ الهجري قد أعلن في مارس 2025: «لا وفاق ولا توافق» مع الحكومة الانتقالية بقيادة أحمد الشرع، ووصفها بأنها «متطرفة ومطلوبة للعدالة الدولية». رفض عدة اتفاقات تهدف لخفض التوتر، معتبرا أن الفصائل المسلحة لدي الطائفة لا تنازل لهم، ودعا إلى القتال باعتباره «واجبا وطنيا وإنسانيا» لتحرير المحافظة من «الانتهاكات». دعم الهجري وجود المجلس العسكري في السويداء، الذي يعتبر ذراعه الميدانية، وشكل تحالفات بين عدد من الفصائل الدرزية لحماية الطائفة ضد الحكومة والعشائر. في خطاب مثير للجدل لصحيفة واشنطن بوست، قال الهجري إن «إسرائيل ليست العدو» وناشد دولا عدة، منها إسرائيل وأمريكا والأردن والسعودية، لـ«إنقاذ السويداء».
هذا التوجه خلق أزمة داخلية وخارجية للطائفة، حيث تصاعد دور شخصيات معارضة مثل جربوع والحناوي، الداعية للحوار والحفاظ على السيادة السورية.
وفي منشور له عبر حسابه على فيسبوك، طرح القاسم تساؤلات حادة حول هوية الجهات التي نفذت الهجمات: «من هي تلك العصابات الإرهابية الإجرامية التي تدخل إلى البيوت وتطلق النار على العشرات؟ من هم هؤلاء الأنجاس الذين يحلقون شوارب الشيوخ... من هم هؤلاء البرابرة والمغول الذين يقتلون الأطفال أمام عائلاتهم؟... من هم الذين ينهبون في هذه اللحظات مئات البيوت في قرى سورية؟»
بعض زعماء الدروز طلبوا فتح معبر حدودي إنساني مع الأردن والتواصل مع مناطق قوات سوريا الديمقراطية للحد من الانعزال والاحتياجات الإنسانية.
بروز مواقف مثل موقف القاسم ومواقف أخرى من قيادات درزية تقليدية تشير إلى صراع داخلي على تمثيل الطائفة والوصاية على مستقبل تعاملها مع دمشق والمكونات الأخرى.
التهدئة الحالية محدودة الأمد. اشتباكات جديدة اندلعت رغم الهدنة، واستمرار العنف من بعض الفصائل رغم الاتفاقات الحكومية.
العلاقة بين الدروز والبدو في السويداء كانت عبر تاريخها مزجا من التعاون والتوتر.
الصراع الحالي تفجر بعد سنوات من الاحتقان الاجتماعي والأمني، نتيجة لتحولات سياسية منذ هزيمة النظام القديم، وفراغ الدولة.
العنف فاقم قضايا الهوية والولاء، وأعاده إلى دائرة الطائفية والانتقام.
MBNwaiser@
0 تعليق