تأثير برادة الماء على نقل المعرفة التنظيمية ومشاركتها

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تأثير برادة الماء على نقل المعرفة التنظيمية ومشاركتها, اليوم الخميس 25 سبتمبر 2025 02:46 صباحاً


في بيئات العمل المعاصرة أصبحت إدارة المعرفة Knowledge Management من الركائز الأساسية التي تعزز قدرة المنظمات على الابتكار والاستمرارية؛ ومن المفاهيم المرتبطة بها «تأثير برادة الماء» أو ما يعرف بـWater Cooler Effect، وهو تعبير مجازي يشير للتفاعلات غير الرسمية التي تحدث بين الموظفين، وغالبا ما توجد حول أماكن الاستراحة وبرادات المياه، حيث يتم تبادل المعلومات والأفكار بطريقة غير رسمية ولكن فعالة.

مصطلح «برادة الماء» لا يشير فقط إلى مكان مادي داخل المكتب، بل يعبر عن اللقاءات العفوية التي تحدث بين الموظفين خلال أوقات الراحة أو التنقل، والتي يتم فيها تبادل المعلومات، الخبرات، وحتى القصص التي قد لا تشارك في الاجتماعات الرسمية أو عبر القنوات المؤسسية المعتمدة.

يسهم تأثير برادة الماء في عدة جوانب داخل بيئة العمل ومنها:

  • تعزيز الثقة بين الموظفين من خلال تكرار اللقاءات غير الرسمية، حيث تبدأ علاقات الثقة بالنمو، مما يحفز الموظفين على مشاركة أفكارهم وملاحظاتهم دون خوف من التقييم أو المحاسبة الرسمية.
  • تسريع نقل المعرفة الضمنية وهي الخبرات الخفية غير الموثقة، التي تعتمد على الذكريات والمشاعر التي تنقل من خلال التفاعل البشري.
  • تحفيز الابتكار وتحرير الموظفين من القيود التنظيمية، مما يسمح بتدفق الأفكار الجديدة بطريقة عفوية.
وعلى سبيل المثال ومن خلال مراجعة أحد محركات البحث، وجدت أن هنالك منظمات إبداعية تعتمد على التجمعات غير الرسمية:
  • شركة Google تشجع موظفيها على قضاء 20% من وقتهم في العمل على مشاريعهم الخاصة. لكن الأهم، أنهم وفروا مساحات مفتوحة ومناطق استراحة مصممة خصيصا لتحفيز التفاعلات غير الرسمية تساعد على توليد العديد من الأفكار والمشاريع داخل الشركة.
  • IBM والمعرفة الطائرة Flying Knowledge أجرت الشركة دراسة على موظفيها في بداية الألفية، ووجدت أن الكثير من المعرفة ذات القيمة تنتقل من خلال التفاعلات اليومية، وغالبا ما تبدأ من مواقف بسيطة مثل محادثات الممرات أو بجانب براد الماء.
وفي ظل التحول نحو العمل عن بعد هنالك تحديات مرتبطة بالمفهوم مثل الافتقار للمساحات المشتركة يقلل من فرص التفاعل العفوي، كذلك صعوبة إعادة توثيق المعرفة المتبادلة في هذه اللقاءات، مما يفقد المؤسسة جزءا من المعرفة القيمة وأيضا إمكانية الانحراف عن أهداف العمل بتحول المحادثات لمعرفة غير منتجة إذا لم تكن هناك ثقافة تنظيمية ناضجة.

ويمكن للمنظمات الحالية الاستفادة من تأثير منهجية برادة الماء من خلال تصميم مساحات عمل مفتوحة ومشتركة تشجع على اللقاءات العفوية، وأهمية إطلاق مبادرات التعلم من الدردشة واحتساء كوب القهوة أو الشاي لخلق فرص منظمة لكن غير رسمية لتبادل المعرفة، كذلك تشجيع القيادة غير الرسمية، حيث يلعب بعض الموظفين أدوارا محورية في نشر المعرفة عبر الشبكات الاجتماعية داخل المنظمة.

ما بعد جائحة كورونا أصبحنا عالما تتسارع فيه وتيرة التغيير، وتبقى المعرفة غير الرسمية التي تنتقل بين الموظفين بطريقة طبيعية ومرنة أحد أثمن موارد المنظمات للاستدامة.

ومفهوم «تأثير برادة الماء» يعد أبرز تمثيلات هذا النوع من التفاعل، لذا من الضروري أن تعيد المنظمات العامة والخاصة النظر في سياساتها وهياكلها بما يدعم هذه اللحظات اليومية الصغيرة، التي قد تحمل في طياتها حلولا كبيرة.

Yos123Omar@

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق