فقر الدم الأخلاقي

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فقر الدم الأخلاقي, اليوم الخميس 7 أغسطس 2025 06:01 صباحاً


مصطلح فقر الدم، من الوهلة الأولى يتبادر لأذهاننا ذلك المرض الجسدي المعروف بالأنيميا، لكن هنالك نوعا آخر أشد خطرا في تدمير القيم والعلاقات وزعزعة الثقة بين البشر، إنه «فقر الدم الأخلاقي» الذي يصيب بعض الأشخاص في دوائرنا المجتمعية فيتحولون لكائنات ليس لديهم دم؛ منزوعو الخجل، بلا حياء، ولا استحياء، لا يراعون التهذب مع المحيطين، يفقدون حدود الاحترام مع الآخرين.

فقر الدم الأخلاقي مرتبط بقلة العقل ارتباطا عكسيا وثيقا، فكلما زاد الأول نقص الآخر، ويظهر ذلك جليا من خلال سلوكيات الوقاحة تحت مسمى الصراحة، تراهم يتحدثون دون إحساس ولا إدراك، يتطاولون بذريعة الوضوح وتعميم غير المسموح، هم متسلقون فضوليون.

تجد السطوة واضحة في تعاملاتهم بأقوالهم وأفعالهم، يرفعون معدلات استحقاقهم على حقوق البشر دونما تأطير ولا تقدير لمشاعر الغير؛ لا يخالجهم تأنيب الضمير ولا يرتدعون بالعيب ولا افتعال الذنب، يبرزون في استغلال علاقاتهم وتحويلها لصالحهم، يتقربون ممن ينفعهم، ويتنصلون فورا حين تنتهي حاجاتهم، لا يعترفون بالجميل ويتعمدون التعامل بالتقليل؛ يميلون للتهكم والتهجم والتهرب والتلون.

يعيشون بيننا ويتعايشون، تراهم ينسلخون عن أدبيات التعامل وأساليب التواصل، وتطغى على حياتهم الماديات ويتعاظم الاهتمام بالشكليات أكثر من الأساسيات.

برأيي السلوكي باستطاعتنا مواجهتهم وتجنب أمراضهم بعدة آليات:
أولا: التشخيص المبكر بمراقبة أساليبهم وعاداتهم منذ البداية، فصاحب الطبع لا يبدل طبعه.

ثانيا: وضع الحدود الواضحة والصريحة في التعامل معهم، حتى وإن كانوا في الدائرة الأولى من قربهم.

ثالثا: تنمية الوعي الذاتي بوضع القوانين الشخصية والخاصة معهم حال تجاوزهم معنا.

رابعا: عدم التدخل في شؤونهم والحذر من الخوض معهم في أي جدال.
خامسا: المحافظة على الاتزان الأخلاقي والثبات الانفعالي أثناء الاضطرار للتعامل معهم.

سادسا: حصن ذاتك واحم محيطك ومن هم في دائرة اهتمامك، وارفع من جرعات التنبيه المستدامة والتربية القويمة، فالصحة النفسية السلبية معدية مثلما هي الأمراض البيولوجية.

همسة في ضمير الأحياء وأصحاب الحياء.. استحضروا دوما حديث سيد الحياء وإمام الأخلاق «إذا لم تستح فاصنع ما شئت».

Yos123Omar@

أخبار ذات صلة

0 تعليق