أسبوع الرضاعة وشهر المناعة

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أسبوع الرضاعة وشهر المناعة, اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025 12:01 صباحاً

يحتضن الأول من أغسطس 2025 مناسبتين صحيتين مهمتين، الأولى أسبوع الرضاعة الطبيعية، والثانية الشهر العالمي للمناعة، وكلتا المناسبتين تهدفان إلى تكريس التوعية بأهمية الرضاعة الطبيعية وأهمية التحصينات ضد الأمراض والوقاية منها.

ورأيت من المهم أن أتناول الموضوعين معا لكونهما مرتبطين ببعضها كثيرا، وذلك بشكل مفصل وصولا إلى العلاقة التي تربط الرضاعة الطبيعية بمناعة المواليد، ففي جانب الرضاعة الطبيعية وأهميتها نجد أن كثيرا من الدول سجلت خلال السنوات الأخيرة تراجعا في نسبة الرضاعة الطبيعية، إذ أوضحت منظمة الصحة العالمية أن حوالي 44–48% فقط من الأطفال دون 6 أشهر يُرضعون حاليا رضاعة طبيعية فقط دون أي سوائل أو أطعمة أخرى في العالم، وهذه النسبة مقلقة للغاية، وتسعى الصحة العالمية إلى رفعها إلى 50% على الأقل خلال هذا العام 2025، ثم إلى 70% بحلول نهاية 2030.

وإذا تطرقنا إلى أسباب تراجع الرضاعة الطبيعية في مجتمعات العالم بأكمله، نجد أن أهمها تعود إلى تسويق الحليب الصناعي بشكل لا يوصف لدرجة باتت الأمهات يندفعن إلى ذلك أكثر من اهتمامهن بالرضاعة الطبيعية، رغم عدم وجود أي موانع مرضية تمنعهن من رضاعة مواليدهن الجدد، وثاني المسببات خروج الأمهات للعمل بعد قضاء إجازة الولادة وفترة النقاهة فيصبح الاعتماد هنا أكثر على الرضاعة الصناعية، وثالث المسببات غياب الوعي الصحي بأهمية الرضاعة الطبيعية وعدم تشجيع الأمهات على ذلك، وفرض أجواء الرضاعة الصناعية لسهولة إعداد الحليب في أي وقت ومن قبل أي فرد داخل محيط الأسرة.

وهنا أؤكد لجميع الأمهات اللاتي يرزقن بالمواليد أن الرضاعة الطبيعية تعد من أكثر الوسائل الفعالة لضمان صحة الطفل وسلامته، فحليب الأم يعد المصدر الأمثل لتغذية الطفل، وكذلك المصدر الآمن الذي يحتوي على أجسام مضادة تساعد على الوقاية من أمراض عديدة، فيما قد يؤدي الإهمال في الرضاعة الطبيعية إلى عواقب وخيمة تضر بصحة الطفل، منها سوء التغذية، ونقص المناعة، وإصابته مستقبلا - لا قدر الله - بالسمنة وغيرها من الأمراض المرتبطة بغياب الرضاعة الطبيعية عند الولادة وشهور النمو.

ونأتي إلى المحور الثاني وهو شهر التوعية بالمناعة، والذي يهدف إلى زيادة وعي أفراد المجتمعات بأهمية اللقاحات ودورها في حماية الأفراد صغارا وكبارا من الأمراض المختلفة، بجانب التوعية بأهمية المناعة التي تلعب دورا حيويا في الوقاية من مختلف الأمراض ومنها المعدية.

ولا شك أنه منذ قدم الزمان لعبت اللقاحات دورا أساسيا في الوقاية من الأمراض وخصوصا المعدية، وتعتبر من أهم الإنجازات في تاريخ الطب، فاللقاحات تعمل على تدريب الجهاز المناعي للتعرف على مسببات الأمراض (كالبكتيريا أو الفيروسات) ومهاجمتها قبل أن تتسبب بالمرض، وهذا يساعد في منع الإصابة بالأمراض، وبجانب ذلك الحد من انتشار الأوبئة، وتقليل المضاعفات والوفيات، وتقليل التكاليف الاقتصادية فالوقاية بالتطعيم أقل تكلفة من علاج المرض، مما يقلل العبء على أنظمة الرعاية الصحية والمجتمعات، فتطور اللقاحات يعكس التقدم العلمي والتكنولوجي عبر الأزمنة، وقد أدى إلى تحسين صحة البشرية، وزيادة متوسط العمر، وتقليل الأوبئة العالمية بشكل كبير.

ولا يفوتني هنا أن أشير إلى أن الأطفال حديثي الولادة يتمتعون بمناعة ضد العديد من الأمراض بسبب وجود أجسام مضادة لديهم حصلوا عليها من أمهاتهم، وتختفي هذه المناعة خلال السنة الأولى من العمر، إذا تعرض طفل غير محصن لجرثومة مسببة للأمراض، فقد لا يكون جسم الطفل قويا بما يكفي لمحاربة المرض ويمكن أن يهدد حياته، حيث يساعد تطعيم الأفراد على حماية صحة مجتمعنا، وهو أمر مهم بشكل خاص للأشخاص الذين لا يمكن تحصينهم.

والواقع أن تقوية مناعة المواليد (حديثي الولادة) أمر بالغ الأهمية، خاصة في الأشهر الأولى من حياتهم، حيث يكون جهازهم المناعي غير مكتمل النمو، ويتم هنا تعزيز مناعتهم  بعدة طرق أهمها - كما أشرت - الرضاعة الطبيعية التي تزود المولود بالعناصر الغذائية المثالية وتقوي جهازه المناعي ضد الفيروسات والبكتيريا، والتطعيمات اللازمة التي تعتبر خط الدفاع الأول ضد أمراض خطيرة، ولله الحمد هناك برنامج وجدول صحي للتطعيمات لجميع المواليد، ويتم بموجبه إعطاء جميع الجرعات اللازمة للمواليد مع استمرار الجرعات المنشطة لتعزيز المناعة.

الخلاصة: أسبوع الرضاعة الطبيعية وشهر التوعية بالمناعة تأكيد على أهمية الرضاعة الطبيعية والتطعيمات في تقوية مناعة المواليد، فحليب الأم يحتوي على أجسام مضادة تساعد في حماية الطفل من العدوى والأمراض، كما يشكل حليب الأم جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل في أول 6 أشهر من حياته، من بروتينات، دهون، فيتامينات، ومعادن، بالإضافة إلى تعزيز النمو العقلي، فقد أظهرت الدراسات أن الرضاعة الطبيعية ترتبط بتحسن النمو العقلي والقدرات الإدراكية للطفل، وتعزيز العلاقة بين الأم والطفل، مما يشعر الطفل بالأمان والحب، فالرضاعة الطبيعية والالتزام بالتطعيمات اللازمة خير وقاية وحماية صحية للأطفال المواليد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق